الفقيد الغائب
عبدالرحمن السديري
| خطبٌ ألمَّ بأمة الإسلام | فاختار منها صفوة الأعلام |
| عبدالعزيز الباز مَن شهدوا له | في علمه العلماء في الأعلام |
| علامة فهَّامة فذٌّ له | في الفهم ما يعلو على الأفهام |
| هو مرجعٌ للمُستنير بعلمه | تهفو إليه مواكبُ الأقلام |
| يقضي ويُفتي وفق سنة أحمد | ما حاد عنها شرعة الإسلام |
| هو في العدالة حاكمٌ متميز | جعل الشريعةَ منتهى الأحكام |
| هو مبصرٌ في قلبه وجنانه | ما لم تراه العينُ في الأجسام |
| وإذا أراد الله سلبَ مزيةٍ | من عبده أثراه بالأنعام |
| فيرى الحقائقَ كلها مكشوفة | للقلب في الأعلام والأحلام |
| ويرى البصيرَ بعينه ما شاهدت | وتغيب عنه مواقعُ الأقدام |
| هو عابدٌ أمضى الحياةَ عبادةً | نفض العيونَ عن الكرى لمرام |
| هو زاهدٌ جعل الحياةَ وسيلةً | للخير لم يغترَّ بالأيام |
| نبذ الحياةَ كثيرها وفخارها | وسما بزهدٍ للمقام السَّامي |
| عند الإله فما له من مأربٍ | إلا الرضى من ربِّه العلَّام |
| هو للفقير مضافة أكرم بها | للوافد الصَّوام والقوام |
| هو للأرامل واليتامى ملجأ | مَن بعده يحنو على الأيتام؟ |
| مَن ذا يدوم وكل حيٍّ ميت؟ | وحياتنا ليست بدار مقام |
| ولو انها دامت لحيٍّ آذنت | لمحمد الهادي بطول دوام |
| لكنها الأيامُ ظِلٌّ زائلٌ | سفر الغريب برحلة الأعوام |
| لله ربّ العرش ما أعطى وما | أخذ الإله لجنة الإكرام |
| نرجو له الفردوس فيها منزلًا | ختم الإله له بحُسن ختام[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1603- 1605).