الناس ما حدَّثوا إلا بما علموا
تركي بن ماطر الغنامي
| ماذا أقول وماذا يكتب القلم | والنار في القلب والأحشاء تضطرم |
| فالخطب أعظم به خطبًا وأحسبه | لم تمن دهرًا بخطبٍ مثله الأمم |
| مات ابن باز فريد العصر واحده | مات الإمام الهمام العالم العلم |
| مات ابن باز فقال الناس من جزعٍ | مات الوفاءُ ومات النبلُ والكرم |
| فقلت: بل ذاك فضل ليس يحصره | قولٌ يُقال ولا ما يكتب القلم |
| فضائل جمعت للناس في رجلٍ | عن غير داع الهدى في إذنه صمم |
| صدق وعفَّة قولٍ واجتناب هوًى | ووفر علمٍ به تستنطق الحكم |
| فضائل أودعوها التربَ فاختلفت | أنوارها في ظلام اللَّحد تزدحم |
| الله كيف احتواها قعر مُظلمةٍ | وكيف أخنى عليها الدهرُ والهرم |
| وإن يكن مات ما ماتت مآثره | إذ ليس ثَمَّ لها حدٌّ فتختتم |
| إذا جرى ذكره قالوا: سماحته | إذ في محياه معنى اللفظ يرتسم |
| معنى السماحة مثل الوقف خُصَّ به | هذا الإمام وإذ خصّوه ما ظلموا |
| أهل التُّقى أجمعوا طرًّا فما اختلفوا | في حبِّه فبكاه العرب والعجم |
| بل إننا لو سألنا الأرضَ ما لقيت | ماذا تقول منى والخيف والحرم |
| ماذا تقول عرفات ومسجدها | وطيبة وبلاد الخرج والدلم |
| واليوم لستَ ترى في المسلمين سوى | باكٍ مُعزٍّ يُعزِّي كله ألم[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1458، 1459).