شيخ الحديث
سليمان الجار الله
نبأ أتى عبر الأثير لنا سرى | والكل للنبأ الأليم تأثّرا |
الله أكبر يا لها من فجعةٍ | خطبٌ له صفو النفوس تكدَّرا |
شيخ الحديث وخير مَن يروونه | قالوا: هنالك مات في أمِّ القرى |
غاب الإمامُ الفذُّ عن دنيا الفنا | فبكت له منا القلوبُ تفطرا |
أتُرى يغيب عن العباد للحظةٍ | من خلَّد الذكر الجميل مُعطَّرا |
علمٌ قضى ستين عامًا كلها | يتلو الحديثَ بها ليهدِ به الورى |
شيخٌ جليلٌ عالمٌ مُتفقه | لا زال راوٍ للحديث مفسِّرا |
تأتي له الأقوامُ من كل الدُّنا | والكل ينهل منه نهرًا كوثرا |
عبدالعزيز سلكت نهجَ أئمةٍ | حرصوا على جعل الحديث مُيَسَّرا |
ساروا كما سار الأُلى سبقوهم | هممًا سمت وتعقُّلًا وتدبرا |
وروا عن السلف الكرام حديثَهم | عن خير مَن جمعوه نورًا نيِّرا |
تُفتي وتحكم ما حكمت منفَّذٌ | لن يلقى تبديلًا ولن يتغيرا |
عُيِّنتَ قاضٍ فاستقام بك القضا | فأقمتَ أعوامًا وكنت الأقدرا |
والكل يلهج بالثناء مردِّدًا | ذكر ابن باز العالم المتبحِّرا |
خلَّدتَ في التاريخ اسمك لامعًا | بين الأئمة صرتَ في أعلى الذرى |
الله أعطاك الذَّكا وبصيرة | نفَّاذة أصبحت فيها المبصرا |
جمّ التواضع قد علوتَ مكانةً | حتى السّها صارت لفضلك منبرا |
ماذا يقول الشعرُ فيك؟! وما الذي | يحكيه مَن صعد المنابر يا تُرى؟! |
والشعر مهما زاد في تبيانه
|
عن أن يفيك الوصفَ كان مقصرا |
وستذكر الأيام فيك مثابرًا | يا ساريًا للخير ما ملَّ السَّرى |
ناداك ربُّك فاستجبتَ نداءه | فعساك تغدوا للجنان مُبكرا |
وسقى ضريحك صيِّبٌ من رحمةٍ | ما ضاء صبحٌ للأنام وأسفرا |
وستذرف الفتيا عليك دموعها | ما طاف بالبيت الحجيج مُكبِّرا |
وجزاك ربُّك عن صنيعك جنةً | تلقى النعيمَ بها وملكًا أكبرا[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11294)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1539- 1541).