فقيد الأمة الإسلامية
عبدالرحمن بن أحمد العميري
| فقيد الكل حُقّ لنا البكاء | فموت الشيخ تبكيه السّماء |
| بكاك المسلمون بكل صقعٍ | بكى كل الرجال بكى النساء |
| بكاك المسلمون بكل صدقٍ | مدامعهم جرت منها الدماء |
| بكاك المسلمون أجلّ شيخ | تربَّع في القلوب كما يشاء |
| بكاك المسلمون أبا المعالي | بكى الحرمُ الشريف بكى حراء |
| وتبكي مكة شيخًا توارى | عن الأنظار غيَّبه القضاء |
| وتبكي طيبة حبرًا جليلًا | ففضل الشيخ ليس به مراء |
| ويبكي العلم صاحبه ابن باز | فقد عظم المصابُ وذا البلاء |
| بكاك العلم تنشره جليًّا | لأهل الأرض واكبه السناء |
| بكى العلماء والفقهاء طرًّا | فمثل الشيخ تغليه السماء |
| بكى أهلُ الحديث على إمامٍ | بكى التوحيدُ فهو له إناء |
| بكى أهلُ الحديث على إمامٍ | إذا ذُكر اسمه وجب الثناء |
| بكى أهلُ الحديث على إمام | لمصطلح الحديث هو الشّفاء |
| وتبكي الجامعات إمامَ علم | هو المصباح للظّلما ضياء |
| وتبكي الجامعات إمامَ علم | ترى الطلاب صابهمو العماء |
| يُوجهها إذا فكر غزاها | إذا جاء الوبا فهو الدّواء |
| يُوجهها إذا فكر غزاها | فهذا الباز حقّ له الدعاء |
| بكى الثقلان إذ فقدوا ابن باز | ولو يُفدَى لحقّ له الفداء |
| وتبكي "ديلم" شيخًا أتاها | تشيد به إذا ذكر القضاء |
| وتبكي "ديلم" حقًّا أباها | تشيد به إذا ذكر الوفاء |
| وجامعها يئنُّ لفقد شيخٍ | إذا حلَّ الصباح أو المساء |
| دروس الشيخ تعمره صباحًا | وليلًا شعْ لي منها السَّناء |
| ومدرسة بديلم قد رعاها | بتوجيهٍ لها فيه ارتقاء |
| حسين الخلق ليس له مثيل | كريم الطبع شيمته السخاء |
| مجالسه لها وضعٌ غريبٌ | فلا لغطٌ يُقال ولا هراء |
| وتعمرها دروس الشيخ دومًا | فلا عرض ينال ولا هجاء |
| بكته أرامل وبكت يتامى | بكى الضعفاء مَن لهمو رجاء |
| بكى مَن للشفاعة يرتجيها | من الشيخ الجليل لمن يشاء |
| رضينا بالقضا قدرًا علينا | من الرحمن يفعل ما يشاء |
| وأختمها صلاة الله دومًا | على مَن موته فيه العزاء[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11295)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1599- 1602).