لك الحمد يا ربي

صالح بن راشد الفرشان
ألا ليتَ شعري ما تقول وأسمع أحقًّا سماح الشيخ عنا مودع
ألا هل كلام غير هذا تقوله تمهّل فكلٌّ بالحديث سيُفجع
أجاب بصوتٍ ملؤه الحزن والأسى وحشرجة بالحلق والعين تدمع
صدقتُك فيما قلتُ بالله حالفًا فهذا حديث اليوم للناس أجمع
فأرجعتُ أمري للمُهيمن خالقي كذا الأمر كل الأمر لله يرجع
وأيقنتُ أن الموت حقٌّ لازمٌ يموت أناسٌ والبقية تتبع
قضى الله والرحمن عدل قضاؤه فلا بدَّ للأحياء بالموت مضجع
لك الحمد يا ربي على كل حالةٍ فأنت الذي تُعطي وإن شئتَ تمنع
وأنت إله الكون قدرتَ أمره ونحني رقابَ الذُّل للأمر نخضع
وفي النفس من هول المصيبة غصةٌ يكاد بها قلبي من الحزن يصدع
وأمسكت بالقرطاس والحبر كاتبًا ومهما أجدت الشعرَ فالشيخ أرفع
فرحماك بابن الباز يا ربّ رحمة تُضيء بها ظلم اللحود وتوسع
ويسِّر حسابَ الشيخ واقبل قدومه وثبّته عند السؤل لا يتتعتع
وإن كان ضمّ القبر لا بد حاصلًا فهونه حتى لا تخلّف أضلع
وصيره روضًا فيه من كل نعمةٍ وباب من الفردوس بالبشر يُشرع
وبلغه أجرًا للشهيد مضاعفًا وأمّنه في يومٍ به الناس تفزع
فيفديك يا ابن باز قلبي ومهجتي كذا المال والأولاد لو كان ينفع
بكاك جميعُ الشعب حتى صغيرهم وإني أخال الأرض تبكي وتشفع
فأنت الذي بالحبّ ملؤ قلوبهم إذا حضر الخصمان كل سيقنع
رأيت بعيد الدار للبيت قاصدًا يطوف ويدعو ربّه يتضرع
فيا ربي حقق ما دعونا لشيخنا فيرفع في الأذكار والوزر يوضع
وأعظم لنا أجرًا بفقد حبيبنا رفعنا يدًا ندعو وإنك تسمع[1]
  1. صحيفة الرياض، عدد (11288)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1565- 1567).