مَن للمنابر
سعد بن فالح بن هيال
لمن أُعزي وكل الناس قد حزنوا | أمَّن أواسي وكل هزَّه الشجن |
لقد دهى أمةَ الإسلام قاطبةً | مصيبةٌ جلجلت من هولها المدن |
هذه الرياض بكت واستعبرت جزعًا | حتى جفا مقلتيها النوم والوسن |
وتلك تونس تبكي وهي بائسة | ومصر تبكي ويبكي الشام واليمن |
صبرًا أيا أمة الإسلام واحتسبي | فالكل في هذه الدنيا سيمتحن |
لله شيخ أحبّ الناس كلهم | ما حلَّ في قلبه الأحقادُ والضغن |
وبادلوه بحبٍّ صادقٍ ووفا | فأصبح الحبُّ واسم الشيخ يقترن |
سجّل أياديه البيضاء واكتبها | وانحَتْ محاسنه في الصَّخر يا زمن |
بيض الصَّحائف بالطاعات قد كتبت | ولم تلوثها الأدناس والدرن |
مَن لليتامى يُواسيهم ويجبرهم | كأنَّهم مُذْ دفنت اليوم قد دفنوا |
فأنت مَن كنتَ تُعطيهم وتمنحهم | ما كنتَ ممن بحب المال يفتتن |
مَن للمنابر مَن للعلم ينشره | من الخطيب اللبيب الكيس الفطن |
حملت همَّ بني الإسلام في جلدٍ | حتى غدا ناحلًا من همِّك البدن |
وكم تجرعت من همٍّ ومن كدرٍ | ما ردك الضعفُ أو أعيا بك الوهن |
ليهن أرضًا سكنت اليوم تربتها | فكم تمنت أراضٍ أنها سكن |
وافرح أيا كفنًا ضممتَ جثته | فقد ضممتَ التقى والزهد يا كفن |
عزاؤنا فيه ما أبقاه من أثر | مفاخرًا لك فاصبر أيها الوطن[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11288)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1520- 1522).