وريث الصّفوة

عبدالرحمن بن عبدالله المحيميد
صبحٌ رهيبٌ كليلٌ في دياجيه القلب منفطرٌ فالجرح يدميه
قالوا: ابن باز قضى سبحان خالقنا حلَّ القضاءُ فلا أنفاس تُثنيه
يُكذِّب المرءَ ما قد حلَّ من خبرٍ وتُنكر النفسَ ما ليست تُدانيه
جلَّ المصابُ فلا خطب يُشاكله فالكون يبكيه قاصيه ودانيه
مشاعر الحلّ تبكيه مع الحرم وأسفل البيت يبكيه وعاليه
وزمزم والحطيم اليوم يندبه واسأل رياضَ الهنا ماذا جرى فيه
وأمة الحق من عربٍ ومن عجم والحوت والنملة الخرساء ترثيه
مات التَّقي النَّقي الصادق الورع كان الإمامُ ولا شيء يُساويه
مات الذي أبصرت من نوره أممٌ الخير في علمه والنّصح يُزجيه
وهو الكريم فلا شحٌّ يُصاحبه يؤوي الغريب وبالخيرات يقريه
كم ليلةٍ بات ممدودًا بقامته يرجو الإله ويخشى أن يرديه
وحين يسمع آلامًا لأمَّته تجرى الدموع كقطر من مآقيه
كم عزَّ أرملة مات المعيل لها فوجهها شاحبٌ مما تُعانيه
أيتامها الزّغب لا يدرون عن ألم حلّ الفؤاد فقد غابت أياديه
كم عزَّ طالب علم جاء مجتهدًا يبغي الرياض ويرنو نحو بازيه
وريث صفوة خلق الله كلهم تنكرت أنفسٌ قامت تُواريه
ما كل ما نشتهي يأتي على طبقٍ تأتي الأمور على ما ليس نبغيه
لكنه قدرٌ من عند بارئنا تترى فضائله فالخير يجريه
يا شيخ يهنيك حشدٌ جاء مبتهلًا بحرٌ همُ يسمع الأكوان طاميه
لاهمَّ يا ربّ يا رحمن يا أحد أجب دعاءهم واقبل مساعيه[1]
   
  1. صحيفة الجزيرة، عدد (9736)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1612- 1614).