أسر القلوب
عبدالله بن سعد الغانم
| هطلت عليَّ سحائبُ الأحزان | وتخطفت قلبي خطوبُ زماني |
| وذُهلت في يوم الخميس بمسمعٍ | ينعي فقيدَ العلم والإيمان |
| وصُعقت من هول المصاب وأسكبت | عيناي دمعًا مقرحًا أجفاني |
| رحل الإمامُ الفذُّ نور بلادنا | من بعده قد أقفرت أوطاني |
| ذاكم فقيد العلم والدين الذي | أمضى الحياةَ بهمةٍ وتفان |
| هو قمة كالطود يشمخ في الورى | أَسَرَ القلوبَ بكلمةٍ وبيان |
| نهر العلوم وبحرها المتدفق | يشفي القلوبَ بكلمةٍ وبيان |
| سمح الخليقة قلبه متضوع | بالحبِّ يخلو من قذى الأضغان |
| هو شمسنا هو نورنا في ذي الدُّنا | قد أطفئت بقنادل الأحزان |
| عذب اللسان كريمة أخلاقه | برٌّ عطوفٌ دائم الإحسان |
| يا شيخنا والقلب يبكي فقدكم | يبكي عزيزًا سيد الفرسان |
| يبكيك أقوامٌ ملكت قلوبهم | ورعيتهم في السر والإعلان |
| يا شيخنا هذي المنابر أظلمت | وغدت تحنّ لفارس الميدان |
| عبدالعزيز الباز عالم أمتي | ذو الزهد والإخلاص والتبيان |
| إني لأرفع دعوتي متذللًا | لله ربي مبدع الأكوان |
| كيما تعيش مُنَعَّمًا في منزلٍ | عند الرحيم الخالق الدّيان |
| في جنة الفردوس أعلى موطنٍ | تلقى هناءً عند ذي الرّضوان[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11692)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1674- 1676).