حزن عام
عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد المنيع
ظلامٌ عمَّ أرجاء البلاد | وحزنٌ شلَّ أفئدةَ العباد |
لفقد الشيخ عمَّ الكونَ حزنٌ | توشَّحت المدائنُ بالسواد |
يُسائل بعضنا بعضًا بهمسٍ | أمات الشيخُ؟ هل لبَّى المنادي؟ |
وتنهمر الدموع من المآقي | وحشرجة الصدور إلى ازدياد |
ونمشي في الطريق بلا دليلٍ | حيارى بعضنا بعضًا يُنادي |
أليس البدرُ في ليل الحيارى؟ | أليس السيفُ في هام الأعادي؟ |
لطيف في مجادلةٍ ولكن | شديدٌ عند تثبيت المبادي |
هو السّم الزعافُ لمن تعدَّى | هو الترياقُ في وقت اشتدادي |
سلاح الشيخ قرآنٌ كريم | وهدي محمدٍ خير العباد |
وإجماع الأُلى ساروا بخيرٍ | وقادونا إلى درب الرَّشاد |
إذا ما جدَّ أمرٌ قاس أمرًا | فيأتي الحكمُ سهلًا بانقياد |
يُنافح عن عقيدته بحزمٍ | تصدَّى للمنافق والمعادي |
له في كل حادثةٍ حضور | عظيم القدر مرفوع العماد |
كفيف العين ليس لها نظيرٌ | بصير القلب موفور الفؤاد |
ضعيف غير أنَّ له مقامًا | يُعادل أمةً في كلِّ نادي |
بشوش الوجه بسَّام الثنايا | لفعل الخير يسلك كلَّ وادي |
تواضع للضعيف ولليتامى | وشمَّر في لقا أهل الفساد |
كريم لا يُريد به ثناء | يريد الأجرَ من ربِّ العباد |
يبث المالَ لا يخشى نفادًا | عفيف الجيب نضّاح الأيادي |
يُقضِّي الليلَ في فتوى وعلم | ركوع مع سجود بالسآدي |
له في ظلمة الليل ابتهال | إذا نعم المفرطُ بالرقاد |
ستفقده الأراملُ واليتامى | ستفقده المنابرُ والنوادي |
سيفقده الضعيفُ بكل صقعٍ | ويفقده التقيُّ من العباد |
ستفقده الإذاعةُ كل وقتٍ | يُجلجل صوته عبر المنادي |
ستفقده الهواتفُ مرسلات | فتاوى للحواضر والبوادي |
سيفقده الدُّعاةُ لهم نصيرًا | ويفقده المنادي للجهاد |
ولكنا بحكم الله نرضى | فقد حكم البريةَ بالنّفاد |
ولو كتب الخلودَ لأي فردٍ | لكان الخلد للمبعوث هادي |
سألتُ الله للشيخ ابن باز | قبولًا عنده يوم المعاد |
مع الشّهداء والأبرار فضلًا | ويكسوه البياض عن السواد[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11288)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1692- 1695).