ما سوى الله قد خشيت

عمران بن محمد العمران
بعدك العلم يا ابن باز يتيم منذ واراك في ثراه الأديم
فقدتك المتونُ والشرحُ والدر سُ وناحت براعم وفهوم
فقدتك الأذكارُ تعبق فجرًا
فقدتك الأسحارُ فهي وجوم
والمحاريب أجهشت باكيات وأفاض الإمامُ والمأموم
والقلوب المجرحات التياعًا تتبارى في حزنها والحلوم
واليراعات صرَّحت بأساها والقوافي مدامع وكلوم
قد بكتك الديارُ تهمًا ونجدً وأعالي شعافها والتخوم
وبكتك الرجال من كل حدبٍ كيف لا تندب الذرى والقروم؟!
حملت نعشك المشاعر حبًّا قبل أن تحملنه عنها الجسوم
عشت ملء الفؤاد حسًّا وفقهًا نير الدرب واضحًا لا تريم
وإمامًا للزاهدين تقيًّا سلفيًّا والنهج منك قويم
صامدًا حامي العقيدة صلبًا ثابت الجأش لم تطلك السهوم
ووقورًا جمّ السماحة لم تهـ ـزز بك الجفن ضجة أو رجوم
غيض منك السقام والدجل والخبـ ـث وذلَّت وساوس ورسوم
وطوى الكاشحون ألسنة السُّو ء وطاشت سهامهم والسموم
يشهد الله لم تكن ثائر الصَّد ر ولا أنت واغر أو شتيم
تمحض الودُّ للجميع وإن خا لفك الرأي مدَّعٍ أو سقيم
ما سوى الله قد خشيتَ وما كا نت لتطغى على رُؤاك الغيوم
 لم تزل أبيض السريرة عفًّا طاهر القلب ما اعتراك عتوم
صغرت هذه الحياة بعينيـ ـك وما غرّ بهرج أو نعيم
أكبرت أعين الأنام حياةً أنت فيها القنوع والمفطوم
سيرة يجمل التَّحدث عنها ويطيب الإطراء والتكريم
وخلالٌ نديَّةٌ زاكيات أُثرت عنك فهي فيض جميم
يستقي نبعها الشبابُ ويروي ظمأ الروح من نداها العموم
حجة العلم أي يوم عصيبٍ حلَّ بالعلم؟ لهو خطب جسيم
فلك الخلد يا ابن باز مقامًا ولنا الصبر والعزاء الكظيم[1]
  1. سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1764- 1767).