نجم هوى من خيرة الأجواد
عبدالمجيد بن محمد العمري
| صبرًا ألا لله ما حكم القضا | يوم الخميس بصالح الزهاد |
| عبدالعزيز مصاب كل مُوحِّدٍ | حامي العقيدة بالصلاح يُنادي |
| علَّامة العلماء والشيخ الذي | جازت محبته إلى الأحفاد |
| الله شرَّفه وأكرم قدره | بمحاسن الأفعال والأشهاد |
| تسعون والعلياء همَّة شيخنا | متمسِّكًا بثوابت الرواد |
| فيه السماحة والمروءة والهدى | وكذا التُّقى صفة لهذا الغادي |
| ورع تفضَّل في جميلٍ دائمًا | همم الرجال توحَّدت بجواد |
| حزنًا بكيتُ من المصاب وهاجني | فقدان هذا الكوكب الوقاد |
| شيخ إذا عُدَّ الشيوخ رأيتَه | علمًا يفوق مطامح الأضداد |
| جلُّ الشيوخ على يديه تلقَّنوا | همم العُلا ونقاوة الأمجاد |
| لبس التواضعَ من زمانٍ واكتسى | حللًا من التَّقدير كالأطواد |
|
شيخٌ تمثَّل في طريقٍ لم يرد
|
إلا الجنان ورحمة من هادي |
| عمَّت فضائل خيره وتوزَّعت | في حاضرٍ متمكِّنٍ أو بادِ |
| فهو الحفيظ على تراث محمدٍ | حامي الحمى ما كان بالمترادي |
| مأوى الأرامل والضَّعيف إذا اشتكى | فقد المعين وقلَّة الأنجاد |
| والحلم منهجه بكل قضيةٍ | سمح اليدين يهلّ بالأوراد |
| وإذا المسائل أشكلت طلابها | فيحلّها بسكينةٍ وتؤاد |
| أورثت للعلماء علمًا نافعًا | إن الذي أورثت خير الزاد |
| وإذا تحدَّث فالبيان كلامه | في درس مصطلح وشرح الزاد |
| الله أكسبك السَّماحة والتقى | دهرًا تُناضل للطُّغاة معادي |
| ناصرتم سنن النبوة دائمًا | قد كنتَ ذا خوفٍ على الفساد |
| لم يُحرم الإخوان بسطة كفِّه | متثبت في العلم والإرشاد |
| نوَّرت بالفتوى لغيرك مسلكًا | طول الطريق على المحجة هادِ |
| وإذا الخطيئة أظهرت من جاهلٍ | تُنْبِيه أنَّ الله بالمرصاد |
| إنَّ الجميع توحَّدت آراؤهم | ورأوا لكم في العلم خير قيادي |
| الحمد لله الذي اختاركم | كل الأنام إلى التراب غوادي |
| إنَّ الرزية مَن سيفقد ذكره | أهل البلاد وأهل كلِّ بلادي |
| إنَّ الجزيرة أصبحت محزونةً | لله هذا الأمر لا لعباد |
| كشمير قد حزنت وطال بكاؤها | يبكون خير مناصرٍ وعماد |
| والروس والصومال تذكر سعيكم | جوزيتَ ما قدَّمت في الميعاد |
| أما البلاد فكيف تنسى فضلَكم | وبيان علمك عمَّ كل بلادي |
| إن المصيبة من بليت بفقده | لم أدرِ كيف مضى عليَّ رقادي |
| الله يعلم أنها لمصيبة | حلَّت ولا سيما على العباد |
| وإذا المشايخ للمُصاب تكدَّروا | فالخطب حاديهم على الإجهاد |
| إن المنابر قد فقدن مجاهدًا | في الحقِّ أسبق نجدة وأيادي |
| تبكي المراكز والمساجد كلها | نجم هوى من خيرة الأجواد |
| مَن كان يسكب دمعه من خشيةٍ | مسعاه نحو الحقِّ والإسعاد |
| حزني على العلماء غير مقدّر | ما سَحَّ من عيني ودكّ فؤادي |
| والصَّحب في ألم كأنَّ بكاءهم | ماء تحدَّر من أعالي الوادي |
| يا ربّ عوّض أمةً قد هزَّها | فقد الحبيب ومصرع الأجواد |
| فسقاك ربي من حياض نبيه | وجُزيت من مولاك خير وفاد |
| وجزاك الله ربك حسن صنعك جنةً | ونعيم قبرٍ ما ترنم حادي[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1736- 1740).