يا عالمًا حزن البلاد لفقده
عبدالله بن علي بن محمد العسكر
يا ابن باز قد رفعتُ عزائي | للمسلمين بسائر الأرجاء |
في نجمك الدّري حين أفوله | يا قدوة الأخيار والعلماء |
يا عالمًا حزن البلاد لفقده | والحوت تبكي فقده بالماء |
والمتن والإسناد قالا: ويلتي | مَن ذا الخليفة بعده بسواء؟ |
والفقه يبكي والفرائض ولولت | وتقول: هل لي بعده بنجاء؟ |
والنحو طأطأ رأسَه ثم التوى | قد بات يشكو رعشةَ الأعضاء |
علم العقيدة قد أتانا راثيًا | يا ابن باز قد رفعتُ لوائي |
كم بدعة حاربتها فتساقطت | كم سنة أحييتها بثناء |
ما مرَّ يوم واستضاء صباحُه | إلا أبنت عقيدةَ الصُّلحاء |
ما مرَّ يوم واستضاء صباحُه | إلا تُواسي ثلَّةَ الضُّعفاء |
والجود كاد يُجنّ بعد رحيلكم | ويقول: أين الدرب للفقراء؟ |
والحلم يشكو السقم من حزنٍ أتى | وأفاد أن الباز فيه دوائي |
وكذا التواضع قد علته خصاصةٌ | ويكاد يفقد روحه بسواء |
يا باقي السلف الكرام بعصرنا | يا مَن رفعت صفاتهم بلواء |
كيف الرثاء مساجد البلد اشتكت | تبكي لفقد الاسم بالإفتاء؟ |
كيف الرثاء وكل طفلٍ قد بكى | وجفونهم قرحت من اللأواء؟ |
كيف الرثاء وكل طفلٍ قد بكى | وكذا الرجال بكاؤهم بجلاء؟ |
يا شيخ إن المسلمين تجمَّعوا | يقدمهم فهد بكل وفاء |
وسط المطاف وعند بيتٍ أكرم | يدعون ربك أرحم الرحماء |
يجعلك في وسط الجنان مُنَعَّما | وتعيش فيها عيشة الشُّهداء |
لولا قصيدي ما توقَّف ساكبٌ | وانهارت الأعصابُ من أعضائي |
إني كتبتُ الشعر للسَّلوى به | لا للتَّمايل ساعة الإطراء |
بل فامتثالًا للنبي بقوله: | قولوا محاسن ميتًا بثناء |
سبحان ربي عدَّ ما فلق النوى | الحيّ ربي كلنا لفناء |
ثم الصلاة على البشير محمدٍ | أزكى البرية سيد البُلغاء[1] |
- صحيفة الرياض، عدد (11286)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1696- 1698).