البازية الحزينة
محمد بن فايع الفتحي
| قضى الرحمن بالباز قضاء غير منجازِ | قضى الرحمن أن نغدو بتصبارٍ وتعزاز |
| ألا ليت القضاء المرّ لم يفتك بإعزازِ | رجونا أننا كنا افتديناه بتحزاز |
| أحقًّا أننا صرنا بغير المتقن الشَّازي؟! | أحقًّا أننا صرنا بغير الفاتح الغازي؟! |
| غزا الأقطار بالإسلام مدعومًا بترزاز | غزا الفقراء بالإكرام إغناء بإعواز |
| غزا الدنيا بعلم الشرع لا يغزو بوزواز | فأنجز ما أراد الله منه خير إنجاز |
| وأحرز شرح بعض "الفتح" لا يزهو بإحراز | وأبدى حكمه الشرعي قرآنًا بإيجاز |
| ألا يا ربّ فلترفق بجوفٍ في أزّاز | أردتَ له من الدنيا اصطبارًا غير هزهاز |
| فأنكر ما هممتَ به وألقى بعض إرجاز | وصيَّرني مُعَنَّى بين تنجاد وتحجاز |
| وآثر مقتلي بالحزن بل أوصى بإعجاز | ولام مشاعري القرحى ملام أسى وتهماز |
| أقول مواسيًا قومي بشيخ وفا وبزباز | بكت هذي الدّنا بازًا قضى فينا بعكاز |
| بكته بل بكت فيه أحاديثًا كأخراز | أحاديث وربّ البيت لا تأتِ بألغاز |
| بكته قبلة الإسلام بكي الغائب الغازي | وصار القوم كل القوم في همٍّ وتشماز |
| لعمرك إنما الدنيا مقام جوى ومجتاز | فلو كانت ستبقى اليوم أبقت غير بن باز[1] |
- مجلة المعرفة، عدد (48)، بواسطة: سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1888- 1889).