دنيا الصلاح تصبّري
مريم الرفاعي
| الزهر يومًا آيل لشحوبِ | الصبح حتمًا صائر لغروب |
| والحبّ إن مَنَّ الإلهُ بمكثه | لا بدَّ من سفرٍ له ومغيب |
| دنيا الصلاح تصبَّري فلقد وتر | ت اليوم أعلم صالح وأريب |
| "نور على الدرب" انطفا وبكى الضُّحى | لما رحلت مشيعًا بنحيب |
| تسعون عامًا والزمان مضوء | أواه من زمنٍ يجيء كئيب |
| هذا الوجود تكلّمت أنواره | إني فقدتُ من الأنام حبيبي |
| والأفق يعلوه انقباض مودع | والسّحب ثكلى تمشي مشي دبيب |
| والمنبر المحزون أجهش جنبه | هل يعرف الناس احتراق خشيبي |
| هذي القلوب تهاجت نبضاتها | وتلهفت أوتارها بوجيب |
| يا ليته يا ليته يُفدى بنا | بالعمر ريان الإيهاب قشيب |
| لما رحلت تيتَّمت كتبُ الأُلى | وتكوّمت صفحاتها كغريب |
| وتصافحت أيدي العزاء مع الدّنا | فتلونت من كفِّها بلهيب |
| لا غرو أنت الوالد المفتي فكم | نلقاك أرفق سامع وخطيب |
| وإذا قصدنا دارك الفيحاء نأ | مل حاجةً نلقاك خير قريب |
| يا مَن حياتك قدوةً للعالميـ | ـن اليوم فقدك عبرة للبيب |
| نبلي الحياة هوى وينسى جلنا | أنَّ الردى فيها سريع وثوب[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1902- 1903).