شيخ حليم لا تُحصى فضائله
غنيم عبدالله زيد الغنيم
الله حدد للأعمار آجال | فكان لا بد أن تخلو هنا الدار |
والحزن لا بد أن تُكوى النفوس به | وقد تسيل لحزن اليوم أنهار |
خطبٌ ألمَّ بشيخ الأرض قاطبةً | فحلَّ فينا لفقد الشيخ آثار |
شيخ حليم ولا تُحصى فضائله | تراه كالطود مهما تعلو أسوار |
قد جاوز الناس في الدنيا وزخرفها | له مع الله في تقواه أسرار |
بكى الحجاز ونجد والبلاد معًا | وشيَّعته لدار الخلد أبرار |
مَن للضعيف وأهل العلم مدرسةً؟ | مَن لليتامى إذا ما هبَّ إعصار؟ |
يا سيد العلم في دنيا بها كبد | يسومها نحو درب الأجر أخطار |
كأنه من بواقي صحبة سلف | في الصبر والعلم في الأخلاق أحبار |
فالصبر يا دار إذ وصاك خالقنا | إذا أتتك من الخلاق أقدار |
قد بشر الله في تنزيل شرعته | أن الجنان لمن آوته أسحار |
طوبى لكل إمامٍ سار سيرته | تقدمه في ظلمة الأنفاق أنوار |
قد قدر الله أن تُؤتى منازلنا | كما أتينا ستطوى البيد أطوار |
والعفو عند مليك الكون مؤتمل | فهو الملاذ إذا جئناه حضّار[1] |
- سيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (4/ 1768، 1769).