فقدت الأمة أبرز علمائها فعظم فيه مصابها

* متابعة : خالد الشمسان
عبر عدد من مشايخ منطقة القصيم عن تأثرهم وحزنهم العميقين على وفاة فقيد الأمة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الذي وافته المنية فجر الخميس الماضي بالطائف وصلي على جثمانه بالحرم المكي بعد صلاة الجمعة يوم أمس.

القرعاوي: فقد المسلمون بوفاته عالماً جليلاً
* فقد أبدى فضيلة إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة بريدة الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي رضاه وتسليمه بقضاء الله وقدره وحمد الله على كل حال ورفع تعازيه القلبية إلى أسرة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ولأقاربه ولجميع أسرة آل باز وإلى إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني، وإلى حكومتهم الرشيدة، وإلى هيئة كبار العلماء، وإلى كافة علماء ومشايخ المسلمين، وإلى طلاب العلم في أصقاع المعمورة، وإلى عامة أبناء الأمة الإسلامية سائلًا الله إن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وان يمنَّ على الجميع بالصبر والسلوان وإن يعينهم على تحمل هذا المصاب الجلل.
وأشار الشيخ القرعاوي إلى أن المسلمين فقدوا بوفاته عالمًا جليلًا كرس كل حياته في سبيل الذود عن حياض العقيدة عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

د. المسلم: وفاة الشيخ خسارة كبيرة للأمة الإسلامية
* وعبر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن حمد المسلم وكيل كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمنطقة القصيم عن تأثره العميق بوفاة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وأوضح أن وفاة الشيخ ابن باز خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، فقد كان عالمًا جليلًا ذا ترو وبصيرة وبعد نظر، وكان رحمه الله نموذجًا فريدًا لتواضع العلماء، وعلماً من أعلام الدعوة والحفاظ على العقيدة الصافية الصحيحة من البدع والشركيات، واقتفائه لأثر السلف الصالح والعمل بسنة سيد المرسلين، وأكد د/ المسلم على أن لسماحة الشيخ ابن باز قدوة في سلوكه وعلمه، وقد ربّى بزهده وسمته وعلمه وعمله أجيالًا من العلماء والدعاة وطلبة العلم الذين شغروا أماكن شتى في ساحة العالم الإسلامي، وقال في ختام حديثه: رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وغفر له وأجزل ثوابه وعوض الأمة الإسلامية خيرًا, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).

الحركان: الفقيد نموذج لبقية السلف الصالح
* وأشاد الشيخ عمر بن حمد الحركان المدرس بالمعهد العلمي بمدينة بريدة بجهود فقيد الأمة الإسلامية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - الذي وافته المنية صباح الخميس الماضي اللامحدودة، فقد بذل كل ما بوسعه ونذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر الدعوة الصادقة المخلصة لترسيخ أسس العقيدة الإسلامية الصحيحة الخالية من الشوائب وتصحيح الأفكار الخاطئة والمغلوطة التي يحاول أعداء الإسلام ترويجها وتغرير الجملة بها.
وأضاف الشيخ الحركان لقد كان سماحة الشيخ ابن باز عالمًا جليلًا ملتزمًا بالنهج القويم والشريعة السمحة، متمسكًا بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح، وكان لسماحته في مجال الإفتاء اليد الطولى، حيث تصدى للعديد من القضايا والمشكلات المعاصرة بفتاواه التي أكدها بالأدلة القاطعة كما تصدى للفتاوى المشبوهة، وأنار الطريق الصحيح والقويم للمسلمين بشأنها, وتقدم في ختام حديثه بخالص العزاء لولاة الأمر في هذا البلد الأمين بوفاة فقيد الأمة، وسأل المولى عز وجل أن يعوض الجميع خيرًا فيما خلف من علماء هذه البلاد، وأن يلهم أهله وذويه وأبناءه وطلابه وكافة المسلمين الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

السلوم: حدث الوفاة هزَّ المشاعر الإنسانية
وبين فضيلة عضو مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القصيم الشيخ عبدالله بن ابراهيم السلوم أن وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حدث ليس بالسهل، فقد هزَّ مشاعر كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، كيف لا وسماحته عالم نذر نفسه ووقته وماله لتعليم الدين، ووعظ المسلمين، والعطف على المساكين، ونصرة المظلومين والمضطهدين، والفقراء والمحتاجين والمعوزين، وإيواء المشردين والمنكوبين، وأردف الشيخ السلوم قائلًا: ولا يسعني إلا أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وعموم المسلمين صادق العزاء والمواساة في أن يعوض الله المسلمين خيرًا، متضرعين إليه سبحانه بأن يجزي سماحة الوالد الشيخ عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يسكنه فسيح جناته، وقال الشيخ السلوم: إننا نؤمن بقضاء الله وقدره، وندعو لفقيدنا بالرحمة، ونسأل الله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

السناني: الوفاة جعلت في الخناجر غصة وفي القلوب ألمًا
* وأشار فضيلة إمام وخطيب جامع قرطبة بمحافظة عنيزة الشيخ عصام بن عبدالله السناني إلى أن الموت سنة الله في عباده، وذكر قوله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ۝  [الرحمن:26-27]، ويضيف الشيخ السناني لاشك أن وفاة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - جعلت في الحناجر غصة، وفي القلوب ألمًا، لكن تحمل ذلك بالصبر الذي أمر الله به، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ۝  [البقرة: 155-157]، نسأل الله أن يجعلنا منهم جميعًا
وأردف فضيلة إمام وخطيب جامع قرطبة بعنيزة: لقد فقدت المملكة علمًا من أعلامها، يعتبر من بقية السلف الصالح بعلمه وورعه، وبذل نفسه لصالح دين الله: دعوة، ومساعدة، وتفاعلًا مع قضايا المسلمين في كل مكان, واهتمامًا منقطع النظير بشئونهم؛ لأن الدعوة إلى دين الله هي هاجسه، وتصحيح العقيدة من البدع والشوائب التي لم يأذن الله بها هي شغله الشاغل والأخذ بالصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ديدنه وعمارة وقته بالعلم النافع والعمل الصالح هو سبيله.
ويستطرد السناني فهو - تغمده الله برحمته - عاش عيشة روحانية كالسير التي نقرأها في حياة الأخيار فقد تميز بقوة تطبيقه لمنهج السلف الصالح في الدعوة والعلم ورعاية المصالح ودرء المفاسد, ودعا المولى القدير أن يتولى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم المسلمين الصبر والسلوان.

الخليفة: فقد علماء الشريعة ليس سهلًا
* ويتطرق فضيلة إمام وخطيب جامع عمرو بن العاص بمحافظة الرس وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية بالمحافظة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الخليفة إلى حدث وفاة فقيد الأمة سماحة مفتي عام المملكة حيث يقول: لا يخفى ما للعلماء الربانيين من مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، حيث هم أعرف الناس بالله وبأسمائه وصفاته بعد رسله، وهم أهل خشيته، إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28]، وهم الذين يرجع إليهم عند الإشكال، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، والعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم كالنجوم يهتدى بها السالك في ظلمات البر والبحر، فوجودهم نعمة عظيمة حيث هم بإذن الله أمان للأمة من الضلال والانحراف، حيث إنهم يبينون للناس طريق الحق بدليله، وطرق الشر والباطل ويحذرونهم من الانزلاق في الشهوات والشبهات، وأعني بالعلماء علماء الشريعة الذين يستنيرون بنور الوحيين الكتاب والسنة هؤلاء فقدهم ليس سهلًا على الامة ولذا قال ﷺ: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا أخرجه البخاري، ولذا فان مصاب الأمة بوفاة عالمها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بارز مصاب جلل وفادحة كبرى فمصابه كما قيل.
رزء عظيم أثار الحزن والأسفا فالدمع فيه على الخدين قد وكفا
وأضاف الشيخ الخليفة قوله:
اليوم حقًا فقدنا للهدى علمًا اليوم حقًا فقدنا الزهد والشرفا
فالله يلهمنا صبرًا فقد عظمت مصيبة أثقلت في حملها الكتفا
قال أيوب: "إني أخبر بموت الرجل من أهل الجنة وكأني أفقد بعض أعضائي"، لقد كان الشيخ رحمه الله مقالا في علمه وتقواه وتواضعه وزهده وسلامة قلبه ومحبته للجميع ومحبة الجميع له، وقال في ختام حديثه: ولا نقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرًا منها وأسكنه فسيح جناتك وصلى الله على نبينا محمد.

العقيل: كلمته مسموعة عند الجميع وعند ولاة الأمر خاصة
* أما فضيلة قاضي محكمة محافظة الشماسية الشيخ علي بن صالح العقيل فيقول: إن فقد العلامة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء مصيبة عظيمة، حيث فقدت الأمة الإسلامية علمًا من أعلامها، وواحدًا من خير رجالاتها، ومجاهدًا في سبيل الله، أفنى حياته وعمره في خدمة المسلمين في طلب العلم والقضاء والإفتاء والتدريس.
فقد عرف عنه بذل نفسه بالدعوة إلى الله عز وجل، وتدريس طلبة العلم العلوم الشرعية، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح ذات البين، والإنفاق في وجوه الخير، والشفاعة الحسنة، وطلاقة الوجه، وحسن الخلق، والإحسان والجود والكرم وبذل الندى لمن عرف ومن لم يعرف، وقِرى الضيف, وكان رحمه الله مقبولًا عند عامة الناس ولدى ولاة الأمور خاصة، فتسمع نصيحته ويستجاب لطلبه وتؤثر كلمته، فقد كان لفتاويه عظيم الأثر على أبناء الأمة الإسلامية في الداخل والخارج، وعلى الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والأعجمي والعربي، والعالم والمتعلم ونفع الله بعلمه القاصي والداني وهدى الله به خلقًا كثيرًا، وأضاف الشيخ العقيل قوله: ننصح الناس عامة وطلبة العلم والدعاة خاصة أن يقتدوا به، ويستفيدوا من علمه، ومؤلفاته، ومآثره الحميدة من سعة اطلاع، وغزارة علم، وقوة تحمل، وصبر وجلد، وصدق وإخلاص، ونقاء سريرة، وبذل وتضحية، وإيثار، أسأل الله أن يجبر الأمة في مصيبتها، وأن يخلفها فيه خيرًا، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يمن على الجميع بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون[1].
  1. جريدة الجزيرة، السبت30 محرم 1420هـ.