إلى الرفيق الأعلى، سماحة مفتي الأمة

سعود بن عبدالله بن طالب
وكيل الوزارة للشئون الإدارية والفنية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك - ياشيخنا ووالدنا - لمحزونون.
لقد كان مفتي الأمة الإسلامية، وعالمها وفقيهها، سماحة والدنا وشيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، كان رحمه الله - فريد عصره، ووحيد دهره، علما، وفقها، وتفسيرا، وحديثا، وأصولا، وكان يحمل بين جنبيه نفسا وروحا اصطبغت بصبغة الإسلام، وتأثرت بهدي النبوة، فكانت أنموذجا للأخلاق الفاضلة، ومثالا للزهد، والورع، والتقوى، والجود، والكرم، والحلم، والعفو.
أما الدعوة إلى الله تعالى فقد كان - رحمه الله - على رأس العلماء الداعين إلى الله، وإلى التمسك بالحنيفية السمحة، فوثق الناس في مشارق الأرض ومغاربها، بفتاواه الرصينة، وآرائه السديدة المستمدة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ﷺ. ولئن كان فقدنا لمفتي الأمة، وعالمها، خسارة عظيمة، وفاجعة كبيرة للأمة الإسلامية، فقد أظهر لنا مدى تقدير ولاة أمرنا للعلم، ومدى تعظيمهم لشأن العلماء، فقد كان قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - في مقدمة جميع مسؤولي الدولة من الأمراء والعلماء والوزراء الذين صلوا على فقيد الأمة وشيعوه إلى مثواه الأخير.
ولئن كان موت علامة الجزيرة، وفقيد الأمة من أشد الحوادث إيلاما للمسلمين فقد أبان موته - رحمه الله - مقدار ما يكنه المسلمون في كل مكان لعلماء المملكة من تقدير وتعظيم وإجلال، وأبرز مصداقيتهم، وعلو مكانتهم، ورفعتهم في قلوب المسلمين جميعا.
نسأل الله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء وأن يوفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد.
ونسأله تعالى، أن يتغمد شيخنا ووالدنا الجليل بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يتقبل منه جهده وجهاده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
  1. جريدة الجزيرة ، الثلاثاء 3 صفر 1420هـ .