إلى جنة الخلد يا فقيد الأمة

د. سليمان بن عبدالرحمن الزهير
وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية المساعد
 
بالأمس القريب فقدت المملكة العربية السعودية والأمة الإسلامية قاطبة علما من أعلامها وعالما جليلا نذر نفسه ووقته لخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
نشأ الشيخ - رحمه الله - نشأة صالحة واتجه لطلب العلم وتحصيله منذ صغره، حيث حفظ القرآن الكريم وهو يافع ثم جلس إلى العلماء فأخذ من مشايخه العلم الغزير.
ومن أبرز العلماء الذين تتلمذ عليهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة - رحمه الله - وغيره من العلماء الآخرين.
وقد برز بين أقرانه في شتى العلوم الدينية حتى أصبح من الراسخين في العلم مما هيأه للقضاء والتدريس وتقلد المناصب المختلفة، وقد اتصف الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - رحمة واسعة بالعقل الراجح والحكمة والبصيرة في جميع أعماله، كما اتصف بالحلم والكرم والتواضع وسرعة البديهة.
وكان يعمل عملا متواصلا بلا كلل خلال عمله بالدولة قرابة سبعين عاما في تأدية عمله الرسمي وقضاء حوائج المسلمين، حتى أنه لم يتمتع بإجازة طوال فترة عمله ناهيك عن يومي الخميس والجمعة فبابه مفتوح وقلبه يتسع للجميع.
نعزي أنفسنا والمسلمين في وفاة هذا العالم الجليل ووالد الجميع، كما نعزي في هذا المصاب الجلل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يحفظهم الله من كل سوء ومكروه.
كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم أبناءه وأسرته وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يسكن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز فسيح جناته، وأن يجعله في أعلى عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون. [1]
  1. جريدة الجزيرة ، الثلاثاء 3 صفر 1420هـ .