رحل كما يرحل عباده المخلصون
- هل مات الشيخ؟
أحسن الله عزاءك أيتها الأمة الباكية.. أحسن الله عزاءك في زمن البكاء والشكوى والحيرة والألم!.. ما كان لنا من الأمر من شيء.. إن هو إلا أجل.. ولكل أجل كتاب.. فهل كان الموتى سيستأخرون ساعة أو يستقدمون؟! أبدا لا يكون لأحد من الأمر من شيء، وما كان شيخنا - يرحمه الله - والذين قضوا نحبهم إلا بشرا جرى عليهم ما يجري على البشر.
إن الموت حق.. أما البكاء على بعض الرجال.. فبكاء ليس ككل البكاء .. وحاشا لله ما كان استحقاقك واحدا على كل الرجال أيها البكاء! فإن من بين عباد الله عبد العزيز .. العالم الرباني الذي قلّ أن تأتلف القلوب كما ائتلفت من حوله، في زمن باتت فيه القلوب معلقة بزخرف الحياة وحطامها .. تتقاتل عليها ودونها، تحيا وتموت من أجلها إلا من رحم الله!..
ذلك العالم الجليل الذي رحل كما يرحل عباد الله المخلصون.. نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.. فالحمد لله الذي أحيانا بالإسلام، ورزقنا ميراث النبوة محفوظا بحفظه.. حيث الصادقون المخلصون الأتقياء.. الذين يقضيهم الله بمنّ منه وفضل لإعمار القلوب للقيام بأعباء الأمانة.. تلك الأمانة العظيمة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها.. فبأمثال هؤلاء الرجال تحيا الأمة وتسعد .. فهم نور من نور الله فيها.. رحمة من رحمته التي ينشرها بين عباده .. وإن أحدنا ليزداد إيمانا برؤية أحدهم لما في سماتهم وصلاح أمرهم من بواعث الإيمان ما يغني عن مجالس ومنابر وعظ لا تترك أثرا في النفس كما يفعلون!
إنما تبكي لنفسها الأمة إذ تبكي رجلا كأبي عبدالله - رحمه الله رحمة واسعة - ذلك لأنه رجل بأمة.
فالفقد جلل في زمن من البلاء.. زلزلت فيه ثوابت كثير من الناس، وحامت فوق رؤوسهم وقلوبهم الشبهات والشهوات، واجتالت أقطار المسلمين فيه فتن كقطع الليل المظلم.. زمن كهذا ما أحوجها فيه لأئمة الهدى.. لنور الله في أرضه .. لمن يبث في أمته أسباب الخير بما أكرمه الله به، يسدد أحدهم ويقارب، ويدعو دعوة الحكيم، ويجادل جدال المحسن.. فيحيا لأمته بقلب لا يشغله عن همها هم!! في زمن متلاطم الأمواج.. قلّت فيه بضاعة الناصحين إلا ما رحم الله.. زمن تفتحت فيه فرص الجهاد الأكبر.. زمن القابضين على الجمر، وزمن الهينين اللينين القريبين من الناس.. أولئك الذين يرحمون الناس بكمال إيمانهم، ومحبتهم لإخوانهم محبة ما يحبونه لأنفسهم! القدوات الصالحة بين الناس.. فبأمثال أولئك النخبة الخيرة - تحت المشيئة الإلهية - يأن للأمور أن تستقيم، وللحياة أن تبتسم، وإن أثقلتها ذنوب المذنبين.. فتشرق النفحات الإيمانية العظيمة في النفوس.. بالأمن والطمأنينة - في ظلال حسن الظن بالله - بين سعة الدنيا وبشرى نعيم الآخرة!.
أحسن الله عزاءك أيتها الأمة الباكية.. أحسن الله عزاءك في زمن البكاء والشكوى والحيرة والألم!.. ما كان لنا من الأمر من شيء.. إن هو إلا أجل.. ولكل أجل كتاب.. فهل كان الموتى سيستأخرون ساعة أو يستقدمون؟! أبدا لا يكون لأحد من الأمر من شيء، وما كان شيخنا - يرحمه الله - والذين قضوا نحبهم إلا بشرا جرى عليهم ما يجري على البشر.
إن الموت حق.. أما البكاء على بعض الرجال.. فبكاء ليس ككل البكاء .. وحاشا لله ما كان استحقاقك واحدا على كل الرجال أيها البكاء! فإن من بين عباد الله عبد العزيز .. العالم الرباني الذي قلّ أن تأتلف القلوب كما ائتلفت من حوله، في زمن باتت فيه القلوب معلقة بزخرف الحياة وحطامها .. تتقاتل عليها ودونها، تحيا وتموت من أجلها إلا من رحم الله!..
ذلك العالم الجليل الذي رحل كما يرحل عباد الله المخلصون.. نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.. فالحمد لله الذي أحيانا بالإسلام، ورزقنا ميراث النبوة محفوظا بحفظه.. حيث الصادقون المخلصون الأتقياء.. الذين يقضيهم الله بمنّ منه وفضل لإعمار القلوب للقيام بأعباء الأمانة.. تلك الأمانة العظيمة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها.. فبأمثال هؤلاء الرجال تحيا الأمة وتسعد .. فهم نور من نور الله فيها.. رحمة من رحمته التي ينشرها بين عباده .. وإن أحدنا ليزداد إيمانا برؤية أحدهم لما في سماتهم وصلاح أمرهم من بواعث الإيمان ما يغني عن مجالس ومنابر وعظ لا تترك أثرا في النفس كما يفعلون!
إنما تبكي لنفسها الأمة إذ تبكي رجلا كأبي عبدالله - رحمه الله رحمة واسعة - ذلك لأنه رجل بأمة.
فالفقد جلل في زمن من البلاء.. زلزلت فيه ثوابت كثير من الناس، وحامت فوق رؤوسهم وقلوبهم الشبهات والشهوات، واجتالت أقطار المسلمين فيه فتن كقطع الليل المظلم.. زمن كهذا ما أحوجها فيه لأئمة الهدى.. لنور الله في أرضه .. لمن يبث في أمته أسباب الخير بما أكرمه الله به، يسدد أحدهم ويقارب، ويدعو دعوة الحكيم، ويجادل جدال المحسن.. فيحيا لأمته بقلب لا يشغله عن همها هم!! في زمن متلاطم الأمواج.. قلّت فيه بضاعة الناصحين إلا ما رحم الله.. زمن تفتحت فيه فرص الجهاد الأكبر.. زمن القابضين على الجمر، وزمن الهينين اللينين القريبين من الناس.. أولئك الذين يرحمون الناس بكمال إيمانهم، ومحبتهم لإخوانهم محبة ما يحبونه لأنفسهم! القدوات الصالحة بين الناس.. فبأمثال أولئك النخبة الخيرة - تحت المشيئة الإلهية - يأن للأمور أن تستقيم، وللحياة أن تبتسم، وإن أثقلتها ذنوب المذنبين.. فتشرق النفحات الإيمانية العظيمة في النفوس.. بالأمن والطمأنينة - في ظلال حسن الظن بالله - بين سعة الدنيا وبشرى نعيم الآخرة!.
إن من رحمة الله بأمة الخير ونحن نشهد راهن مصائبها ومآسيها.. أنها أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة..إنما عذابها في الدنيا الفتن، والزلازل، والقتل، والبلايا .[1]
ولن تعدم أمة الخير علماء الخير.
ولن تعدم أمة الخير علماء الخير.
ها هنا اليوم منعطف من منعطفات الرحيل الثقيل على النفس.
لكن رب الصالحين حي لا يموت.. وما نحن إلا عباد لله، وإنا إليه راجعون، كما هي سنة الله في خلقه.. فالحمد لله على كل حال..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إذ نذكر مصيبة الأمة في محمد ﷺ.. تهون كل مصيبة..
رحمك الله أيها الشيخ الرباني الجليل، وجزاك عنا خير ما يجزي عباده الصالحين المحسنين عما أصلحوا، وأحسنوا، وعمن أصلحوا فيهم، وأحسنوا إليهم، اللهم آجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيرا منها، الحمد لله رب العالمين. [2]
لكن رب الصالحين حي لا يموت.. وما نحن إلا عباد لله، وإنا إليه راجعون، كما هي سنة الله في خلقه.. فالحمد لله على كل حال..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إذ نذكر مصيبة الأمة في محمد ﷺ.. تهون كل مصيبة..
رحمك الله أيها الشيخ الرباني الجليل، وجزاك عنا خير ما يجزي عباده الصالحين المحسنين عما أصلحوا، وأحسنوا، وعمن أصلحوا فيهم، وأحسنوا إليهم، اللهم آجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيرا منها، الحمد لله رب العالمين. [2]
- حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 959.
- جريدة الجزيرة، الخميس5 صفر 1420هـ.