إنجازاته الدعوية
إن الدعوة إلى الله من أجل وأشرف الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى مولاه، وقد قال الله في شأنها: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت: 33].
ويعد الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - واحدًا من الدعاة الذين بذلوا أعمارهم في الدعوة إلى الله وإنذار الناس وتعليمهم أمور دينهم، وقد تعددت أعماله وجهوده الدعوية، ونذكر منها:
حرصه على إلقاء الدروس والمحاضرات:
إن المتتبع لسيرة الشيخ وحياته يعلم أن جُلَّ وقته كان يقضيه في الدعوة إلى الله ونشر العلم وتذكير الناس بالآخرة وتحذيرهم من الاغترار بالدنيا، وذلك لعلمه بأن الدعوة إلى الله من أشرف المنازل التي يرقى إليها الإنسان، وأن هداية رجلٍ واحدٍ خيرٌ من كثيرٍ من متاع الدنيا الزائل، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: فَوَاللهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ[1].
فلقد كان - رحمه الله - يؤم الناس في المسجد الكبير، ويقوم خطيبًا فيهم، ويحرص على إلقاء الدروس والمحاضرات، ولم تقتصر جهود الشيخ الدعوية على المسجد، بل تعددت وسائل الدعوة وصورها لديه لتشمل المقالات التي كان ينشرها في عددٍ من المجالات العربية وغير العربية، واستخدم وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية كمنابر ينشر من خلالها العلم والفقه في الدين، إلى جانب الندوات واللقاءات العامة التي كان يعقدها الشيخ في جميع أنحاء المملكة. [2]
وبفضل الله ثم اجتهاد الشيخ في نشر العلم ذاعت شهرته وانتشرت سيرته وراحت دعوته تعبر البُلدان، وأصبحت دروسه ومحاضراته منتشرة في كل حدبٍ وصوبٍ.
وقد ساعد الشيخ على ذلك ما تميز به من أسلوبٍ خاصٍ في الدعوة إلى الله، وحرصه على نشر العقيدة الصحيحة فكان دائمًا ما يبدأ دروسه ولقاءاته بالدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وإيضاح ذلك بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم المحققين، ثم يتكلم عن موضوع المحاضرة أو الموعظة بأسلوبٍ يجذب السامع ويجعله يخرج بنتائج علمية وعملية، الأمر الذي جعل طلاب العلم والدعاة إلى الله يتوافدون عليه ويتسابقون على تسجيل محاضراته ودروسه ومواعظه. [3]
الاهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لما كان للحسبة من أهمية فقد أولاها الشيخ عناية كبيرة؛ لأن رجال الحسبة آنذاك كانوا يتبعون القاضي، فكان له الإشراف المباشر مع أعضاء الحسبة على كثيرٍ من القضايا، فكثيرًا ما كان يجتمع مع رئيس الحسبة وأعضائها، فيناصحهم ويحثهم على بذل المزيد من الجهد، ويختار لها أفضل طلابه، ممن عرف عنه الرغبة في هذا العمل؛ فانتشر المعروف وقلَّت مظاهر المنكر بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بسبب إشراف الشيخ وتوجيهاته. [4]
ومن الصور التي توضح مدى حرص الشيخ - رحمه الله - على الحسبة، أنه كان يقوم بها بنفسه، فقد عرف عنه أن كان يخرج أحيانًا للسوق حيث اجتماع الناس يومي الاثنين والخميس للبيع والشراء، فيقوم خطيبًا في وسط السوق مقابلًا للرجال وقريبًا من النساء اللاتي كن يبعن في السوق، فيعظ الجميع ويذكرهم وينصحهم، ثم يجيب عن أسئلة المستفتين. [5]
الاهتمام ببيان الحق للمخطئين:
لقد اهتم الشيخ ابن باز - رحمه الله - بالرد على المخالفين وكان هدفه من ذلك النصح لله ولكتابه ولرسوله ﷺ ولعامة المسلمين وخاصتهم، وذلك بما أوجبه الله على أهل العلم من قول الحق وعدم كتمانه، والقيام بالدعوة إلى الله والإرشاد إلى سبيله والدفاع عن دينه والذب عن حياضه.
وقد جاهد - رحمه الله - بقلمه ولسانه، ووقف في وجه الدعوات الهدامة والاتجاهات المنحرفة، وشارك في معالجة كثيرٍ من القضايا المستجدة، فكانت جهوده في هذا الجانب إما مُوجِهَةً للجاهلين، أو مصححةً للمخطئين، أو مناقشةً للمجتهدين، أو ردًا على المعاندين. [6]
ولم يمنعه من الصدع بالحق مكانة المخالف العلمية أو الاجتماعية؛ لأنه لا يعتبر الرد على المخالف قدحًا في منزلته، ولا تنقيصًا من مكانته، بل يراه من البرِّ والإحسان إلي هذا المخالف. [7]
فقد قام بالرد على عددٍ من العلماء والدعاة في بعض المسائل، مثل: البوطي، وجاد الحق، والصابوني، والقرضاوي، وسيد طنطاوي، وغيرهم. [8]
وكذلك قام بالرد على بعض الأمراء والسلاطين، مثل: رسالته لأحد أمراء دول الخليج يطلب منه إزالة قبر كان يُعبد من دون الله في بلاده، ورسالته لحاكم العراق التي يستنكر عليه فيها إعلان النظام الاشتراكي، ورسالته للقذافي التي يحثه فيها على التوبة إلى الله مما في شأن إنكاره للسنة، ورده على الرئيس التونسي، وغيرها من الرسائل. [9]
كما قام الشيخ كذلك بالرد على بعض الكتَّاب والصحفيين، مثل: الرد على الكاتبة قماشة الإبراهيم في مقالها "قسوة القدر"، والرد على مصطفى أمين في دعوته لتعظيم الآثار الإسلامية في مقاله "آثار المدينة المنورة"، والرد على صالح محمد جمال في حثه على إقامة المولد، وغيره من الردود. [10]
وكان - رحمه الله - ملتزمًا عند الرد على المخالفين بالآداب والضوابط الشرعية والتي منها: التثبت من الكلام وأنه صدر عن قائله، وكذلك عدم التعريض بالمخالف أو رميه بالسِبَاب والقدح أو السخرية والاستهزاء منه، إنما كان ملتزمًا بالطريقة التي رسمها القرآن في الرد على المخطئين والمخالفين بالتي هي أحسن، بهدف بيان الحق دون مماراة أو مداهنة، بأدبٍ جمٍّ، وأسلوبٍ هادئ وتوجيه حكيم وكلماتٍ مهذبة، وكل كتابات الشيخ في هذا الميدان تشهد بذلك. [11]
الاهتمام بالمؤسسات الدعوية حول العالم:
لم تقتصر جهود الشيخ ابن باز الدعوية على ذلك، بل كانت له نشاطات عدة تصب في مصلحة الدعوة إلى الله والاهتمام بأمور المسلمين، ومن ذلك:
دعمه للمؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم الإسلامي، والتي تقوم بأمر التعليم الإسلامي والدعوة إلى الله ورعاية شئون المسلمين خاصة الأقليات منهم، كما أن دعم سماحته ملموس للجهاد الإسلامي في فلسطين وأفغانستان والفلبين وغيرها، ودعوته المسلمين القادرين إلى مساعدتهم.
كما أولى سماحته تعليم وتحفيظ القرآن الكريم اهتمامًا خاصًا، وحث إخوانه وتلاميذه وأعضاء الجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن على مضاعفة الجهود في هذا الصدد، ويشاركهم في كل ما من شأنه تقوية هذا التوجه ودعم القائمين على الجماعات المهتمة بكتاب الله بما يضمن استمراريتها في أداء رسالتها. [12]
اهتمامه بالدعاة ومساعدتهم وكفالتهم، ويبلغ عدد الدعاة في العالم الإسلامي الذين يكفلهم الشيخ - رحمه الله - أكثر من ألفي داعية، وقد وضع لهم بندًا خاصًا بهم من بنود الرواتب، وها هم الآن في جميع أنحاء المعمورة يسيرون على العقيدة الصافية والهدي النبوي الكريم، ناشرين للتوحيد، محاربين للشرك، متأسين بالشيخ - رحمه الله - في الرفق واللين في الدعوة إلى الله؛ فأثمرت دعوتهم، وآتت أكلها، وأصبحت دعوة مقبولة، ولله الحمد. [13]
ومما ساعد الشيخ على ذلك عضويته ورئاسته للعديد من المؤتمرات الإسلامية والعالمية التي مهدت له ويسرت له سُبل الاتصال بالكثير من الدعاة ورجال العلم وزعماء العمل الإسلامي والشخصيات البارزة في حقل الدعوة الإسلامية والشبابية والطلابية، والتعرف عن قرب على مشكلاتهم والأخطار التي تحدق بهم؛ الأمر الذي مكن له أن يحيط إحاطة كاملة بشؤون الدعوة والدين والمسلمين في معظم البلاد والدول، ومكن له أيضًا من الوعي بظروف الدعوة وأتاح له فرصة السعي إلى إيجاد حلول عملية لكثيرٍ من المعضلات بشكل أدق وأعمق. [14]
ومن خلال هذا الاستعراض الموجز لجهود الشيخ وأعماله الدعوية نلاحظ كيف أن هذه الجهود قد تجاوزت حدود وطنه الصغير لتصل إلى أقطار العالم الإسلامي وكافة المسلمين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يدل على إدراك سماحة الشيخ وحرصه الشديد على ترسيخ مفهوم الأخوة الإسلامية الواسعة النطاق، كما يدل على شعوره الشخصي بأنه مسؤول عن السعي في أمر أي مسلم وتبني قضاياه والعمل على حل مشكلاته ما وجد إلى ذلك سبيلًا. [15]
فرحم الله سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وأسكنه فسيح جناته.
ويعد الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - واحدًا من الدعاة الذين بذلوا أعمارهم في الدعوة إلى الله وإنذار الناس وتعليمهم أمور دينهم، وقد تعددت أعماله وجهوده الدعوية، ونذكر منها:
حرصه على إلقاء الدروس والمحاضرات:
إن المتتبع لسيرة الشيخ وحياته يعلم أن جُلَّ وقته كان يقضيه في الدعوة إلى الله ونشر العلم وتذكير الناس بالآخرة وتحذيرهم من الاغترار بالدنيا، وذلك لعلمه بأن الدعوة إلى الله من أشرف المنازل التي يرقى إليها الإنسان، وأن هداية رجلٍ واحدٍ خيرٌ من كثيرٍ من متاع الدنيا الزائل، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: فَوَاللهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ[1].
فلقد كان - رحمه الله - يؤم الناس في المسجد الكبير، ويقوم خطيبًا فيهم، ويحرص على إلقاء الدروس والمحاضرات، ولم تقتصر جهود الشيخ الدعوية على المسجد، بل تعددت وسائل الدعوة وصورها لديه لتشمل المقالات التي كان ينشرها في عددٍ من المجالات العربية وغير العربية، واستخدم وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية كمنابر ينشر من خلالها العلم والفقه في الدين، إلى جانب الندوات واللقاءات العامة التي كان يعقدها الشيخ في جميع أنحاء المملكة. [2]
وبفضل الله ثم اجتهاد الشيخ في نشر العلم ذاعت شهرته وانتشرت سيرته وراحت دعوته تعبر البُلدان، وأصبحت دروسه ومحاضراته منتشرة في كل حدبٍ وصوبٍ.
وقد ساعد الشيخ على ذلك ما تميز به من أسلوبٍ خاصٍ في الدعوة إلى الله، وحرصه على نشر العقيدة الصحيحة فكان دائمًا ما يبدأ دروسه ولقاءاته بالدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وإيضاح ذلك بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم المحققين، ثم يتكلم عن موضوع المحاضرة أو الموعظة بأسلوبٍ يجذب السامع ويجعله يخرج بنتائج علمية وعملية، الأمر الذي جعل طلاب العلم والدعاة إلى الله يتوافدون عليه ويتسابقون على تسجيل محاضراته ودروسه ومواعظه. [3]
الاهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لما كان للحسبة من أهمية فقد أولاها الشيخ عناية كبيرة؛ لأن رجال الحسبة آنذاك كانوا يتبعون القاضي، فكان له الإشراف المباشر مع أعضاء الحسبة على كثيرٍ من القضايا، فكثيرًا ما كان يجتمع مع رئيس الحسبة وأعضائها، فيناصحهم ويحثهم على بذل المزيد من الجهد، ويختار لها أفضل طلابه، ممن عرف عنه الرغبة في هذا العمل؛ فانتشر المعروف وقلَّت مظاهر المنكر بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بسبب إشراف الشيخ وتوجيهاته. [4]
ومن الصور التي توضح مدى حرص الشيخ - رحمه الله - على الحسبة، أنه كان يقوم بها بنفسه، فقد عرف عنه أن كان يخرج أحيانًا للسوق حيث اجتماع الناس يومي الاثنين والخميس للبيع والشراء، فيقوم خطيبًا في وسط السوق مقابلًا للرجال وقريبًا من النساء اللاتي كن يبعن في السوق، فيعظ الجميع ويذكرهم وينصحهم، ثم يجيب عن أسئلة المستفتين. [5]
الاهتمام ببيان الحق للمخطئين:
لقد اهتم الشيخ ابن باز - رحمه الله - بالرد على المخالفين وكان هدفه من ذلك النصح لله ولكتابه ولرسوله ﷺ ولعامة المسلمين وخاصتهم، وذلك بما أوجبه الله على أهل العلم من قول الحق وعدم كتمانه، والقيام بالدعوة إلى الله والإرشاد إلى سبيله والدفاع عن دينه والذب عن حياضه.
وقد جاهد - رحمه الله - بقلمه ولسانه، ووقف في وجه الدعوات الهدامة والاتجاهات المنحرفة، وشارك في معالجة كثيرٍ من القضايا المستجدة، فكانت جهوده في هذا الجانب إما مُوجِهَةً للجاهلين، أو مصححةً للمخطئين، أو مناقشةً للمجتهدين، أو ردًا على المعاندين. [6]
ولم يمنعه من الصدع بالحق مكانة المخالف العلمية أو الاجتماعية؛ لأنه لا يعتبر الرد على المخالف قدحًا في منزلته، ولا تنقيصًا من مكانته، بل يراه من البرِّ والإحسان إلي هذا المخالف. [7]
فقد قام بالرد على عددٍ من العلماء والدعاة في بعض المسائل، مثل: البوطي، وجاد الحق، والصابوني، والقرضاوي، وسيد طنطاوي، وغيرهم. [8]
وكذلك قام بالرد على بعض الأمراء والسلاطين، مثل: رسالته لأحد أمراء دول الخليج يطلب منه إزالة قبر كان يُعبد من دون الله في بلاده، ورسالته لحاكم العراق التي يستنكر عليه فيها إعلان النظام الاشتراكي، ورسالته للقذافي التي يحثه فيها على التوبة إلى الله مما في شأن إنكاره للسنة، ورده على الرئيس التونسي، وغيرها من الرسائل. [9]
كما قام الشيخ كذلك بالرد على بعض الكتَّاب والصحفيين، مثل: الرد على الكاتبة قماشة الإبراهيم في مقالها "قسوة القدر"، والرد على مصطفى أمين في دعوته لتعظيم الآثار الإسلامية في مقاله "آثار المدينة المنورة"، والرد على صالح محمد جمال في حثه على إقامة المولد، وغيره من الردود. [10]
وكان - رحمه الله - ملتزمًا عند الرد على المخالفين بالآداب والضوابط الشرعية والتي منها: التثبت من الكلام وأنه صدر عن قائله، وكذلك عدم التعريض بالمخالف أو رميه بالسِبَاب والقدح أو السخرية والاستهزاء منه، إنما كان ملتزمًا بالطريقة التي رسمها القرآن في الرد على المخطئين والمخالفين بالتي هي أحسن، بهدف بيان الحق دون مماراة أو مداهنة، بأدبٍ جمٍّ، وأسلوبٍ هادئ وتوجيه حكيم وكلماتٍ مهذبة، وكل كتابات الشيخ في هذا الميدان تشهد بذلك. [11]
الاهتمام بالمؤسسات الدعوية حول العالم:
لم تقتصر جهود الشيخ ابن باز الدعوية على ذلك، بل كانت له نشاطات عدة تصب في مصلحة الدعوة إلى الله والاهتمام بأمور المسلمين، ومن ذلك:
دعمه للمؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم الإسلامي، والتي تقوم بأمر التعليم الإسلامي والدعوة إلى الله ورعاية شئون المسلمين خاصة الأقليات منهم، كما أن دعم سماحته ملموس للجهاد الإسلامي في فلسطين وأفغانستان والفلبين وغيرها، ودعوته المسلمين القادرين إلى مساعدتهم.
كما أولى سماحته تعليم وتحفيظ القرآن الكريم اهتمامًا خاصًا، وحث إخوانه وتلاميذه وأعضاء الجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن على مضاعفة الجهود في هذا الصدد، ويشاركهم في كل ما من شأنه تقوية هذا التوجه ودعم القائمين على الجماعات المهتمة بكتاب الله بما يضمن استمراريتها في أداء رسالتها. [12]
اهتمامه بالدعاة ومساعدتهم وكفالتهم، ويبلغ عدد الدعاة في العالم الإسلامي الذين يكفلهم الشيخ - رحمه الله - أكثر من ألفي داعية، وقد وضع لهم بندًا خاصًا بهم من بنود الرواتب، وها هم الآن في جميع أنحاء المعمورة يسيرون على العقيدة الصافية والهدي النبوي الكريم، ناشرين للتوحيد، محاربين للشرك، متأسين بالشيخ - رحمه الله - في الرفق واللين في الدعوة إلى الله؛ فأثمرت دعوتهم، وآتت أكلها، وأصبحت دعوة مقبولة، ولله الحمد. [13]
ومما ساعد الشيخ على ذلك عضويته ورئاسته للعديد من المؤتمرات الإسلامية والعالمية التي مهدت له ويسرت له سُبل الاتصال بالكثير من الدعاة ورجال العلم وزعماء العمل الإسلامي والشخصيات البارزة في حقل الدعوة الإسلامية والشبابية والطلابية، والتعرف عن قرب على مشكلاتهم والأخطار التي تحدق بهم؛ الأمر الذي مكن له أن يحيط إحاطة كاملة بشؤون الدعوة والدين والمسلمين في معظم البلاد والدول، ومكن له أيضًا من الوعي بظروف الدعوة وأتاح له فرصة السعي إلى إيجاد حلول عملية لكثيرٍ من المعضلات بشكل أدق وأعمق. [14]
ومن خلال هذا الاستعراض الموجز لجهود الشيخ وأعماله الدعوية نلاحظ كيف أن هذه الجهود قد تجاوزت حدود وطنه الصغير لتصل إلى أقطار العالم الإسلامي وكافة المسلمين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يدل على إدراك سماحة الشيخ وحرصه الشديد على ترسيخ مفهوم الأخوة الإسلامية الواسعة النطاق، كما يدل على شعوره الشخصي بأنه مسؤول عن السعي في أمر أي مسلم وتبني قضاياه والعمل على حل مشكلاته ما وجد إلى ذلك سبيلًا. [15]
فرحم الله سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وأسكنه فسيح جناته.
- صحيح البخاري: (4/ 47).
- انظر: الإنجاز في ترجمة ابن باز، عبدالرحمن بن يوسف الرحمة (139)، الإبريزية في التسعين البازية، حمد بن إبراهيم الشتوي (96:93).
- انظر: موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، إبراهيم عبدالله الحازمي (1/ 212).
- انظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، عبدالرحمن بن يوسف الرحمة (144).
- انظر: ابن باز في الدلم قاضيًا ومعلمًا، عبدالعزيز بن ناصر البراك (30).
- انظر: منهج ابن باز في الرد على المخطئين، محمد بن إبراهيم أبا الخيل (8-9).
- انظر: أصول الشيخ عبدالعزيز بن باز في الرد على المخالفين، فيصل بن قزار الجاسم (117).
- انظر: المصدر السابق (125- 127).
- انظر: المصدر السابق (127- 131).
- انظر: المصدر السابق (69- 76).
- انظر: منهج ابن باز في الرد على المخطئين، محمد بن إبراهيم أبا الخيل (9- 12).
- انظر: ابن باز الداعية الإنسان، فهد البكران (30).
- انظر: الإنجاز في ترجمة بن باز، عبدالرحمن بن يوسف الرحمة (156).
- انظر: ابن باز الدعية الإنسان، فهد البكران (31).
- انظر: المصدر السابق (30).